الحدود الشرعية بين المخطوبين

الخطبة هي عبارة عن وعد بالزواج وليس علاقة زواج ، ولذلك فإن الحدود الشرعية بين المخطوبين و علاقة المخطوبين تختلف تماما عن علاقة المتزوجين ، فهي تعتبر فترة تعارف فيها يتعرف ويكتشف كل طرف عيوب ومميزات الطرف الآخر ، ولكن عبور الحدود الشرعية بين المخطوبين وتخطيها يجعل العلاقة تعيسة جدا بعد الزواج ، لأنه بقدر محافظة الفتاة على عفتها وطهارتها وشرفها فإنها تجبر رجلها على احترامها قبل وبعد الزواج .

النظر والكلام بين المخطوبين :

الأصل في الكلام بين المخطوبين هو الإباحة ، فلا مانع من الكلام بين الطرفين بقدر الحاجة ، فلا يجب التطرق لموضوعات بعيدة عن الحياء والعفاف في فترة الخطبة ، ولابد من تجنب الخضوع بالقول عند الحديث ، كما أنه لابد من منع المصافحة بينهما ، لأنهما يعتبران أجنبيان عن بعضهما ، كما أن الشرع أباح النظر إلى المخطوبة بعد إرادة الزواج ، كما أنه يحق للمرأة النظر للرجل ، وذلك للتأكد من مظهر كل منهما ، ولكن لابد على كل طرف ارتداء ملابس محتشمة أمام الطرف الآخر ، ومما جاء في ذلك ، حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها ، إذا كان إنَّما ينظر إليها لخطبتِه ، و إن كانت لا تَعْلَم " رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني.

حكم التجسس بين المخطوبين :

لابد على المخطوبين إحسان الظن في بعضهما ، ولذلك فإن التجسس على الطرف الآخر حرام شرعا ، ولذلك فإنه على كل طرف التواصل مع الطرف الآخر إذا وجد في نفسه شك في الطرف الآخر ، فهذا يعمل على المحافظة على العلاقات من الانهيار .

الاحتفاظ بالصور بين المخطوبين :

يمكن الاحتفاظ بالصور بين المخطوبين على أن تكون صور محتشمة ، حتى لا تخلق هذه الصور مشكلات بين العائلات ،لأن الصور الخليعة تعمل على زعزعة استقرار الأسر ، كما أن الصور المحتشمة تحافظ على العفة بين الطرفين .

التعبير عن الحب بين المخطوبين :

يمكن التعبير عن مشاعر الحب والتقدير بين المخطوبين عن طريق تبادل الهدايا ، أو عن طريق مشاركة التفاصيل خلال اليوم ، أو عن طريق تجهيز منزل الزوجية من أجل العيش فيه ، أو عن طريق تعجيل كتب الكتاب ، لأن التعبير عن الحب قبل الزواج يختلف تماما عن التعبير عن الحب بعد الزواج ، فعلى كل طرف مراعاة ذلك .

الخلوة بين المخطوبين :

لا تجوز الخلوة بين المخطوبين أو المصافحة أو اللمس أو الخروج بمفردهما ، لأنهما أجنبيان عن بعضهما ، كما أنه يمكن التحادث بينهما عبر الهاتف أو الرسائل ولكن بعلم الوالدين وليس من وراء ظهورهم ، لأن الرجل والفتاة في فترة الخطبة أجنبيان عن بعضهما .